كنت قد قرأت مجموعة من المقالات كتبها أناس شرفاء غيورون على دينهم رداً على المدعو سيد القمنى
والذى خدمنا وزير البؤس والشقاء فاروق حسنى بمنحه جائزة الدولة التقديرية لكى يتم فضحه على رؤوس
الأشهاد .
مصر التي مكث بها الإمام الشافعي ينشر العلم ودُفِنَ على أرضها.
مصر التي جلس الإمام ابن حجر العسقلاني في الجامع الأزهر سنوات يعلم الناس ويشرح صحيح البخاري.
مصر التي خرج منها الإمام السيوطي وعلّم الناس تفسير القرآن.
مصر التي أخرجت الإمام الطحاوي صاحب العقيدة الطحاوية.
مصر التي أخرجت الآلاف من العلماء في كل صنف ونوع من العلوم الشرعية، وظل الأزهر منارة للعلم الشرعي فيها حتى وقت قريب.
الآن مصر يخرج منها كل ناعق يهاجم الإسلام ويعبث كيفما شاء بقواعد العلم الشرعي ليضلل الناس، والأخطر أن الدولة تحتفي بهؤلاء الشرذمة من الضآلين المضلين.
ومؤخراً ظهر من هؤلاء من يدعي أنه كاتب (سيد القمني)، فماذا كتب؟!، لقد كتب الشيطان بقلمه كل كذب وحقد وإفك على الإسلام ونبيه الكريم، وهي كتابات أجمع كل علماء الإسلام من علماء الأزهر على رفضها تمامًا؛ لمخالفتها وعدائها الصريح للإسلام دين الدولة والشعب.
وتقرب سيد القمني إلى كل عدو للإسلام من الشيوعيين الملاحدة، إلى اليبراليين الضآلين، إلى قساوسة النصارى وكنائسهم، إلى الأمريكان، لم يترك قبلة للضلال إلا وتقرب إليها وطفحت كتبه بكل شره.
لكن مصر حدثت فيها مصيبة فى أواخر شهر يونيو؛ فقد صدر قرار من المجلس الأعلى للثقافة بمنح سيد القمني جائزة الدولة التقديرية.
وانتقد كل غيور على دينه في مصر بل والعالم العربي والإسلامي هذا القرار الخبيث الذي يشجع كل حاقد على معاداة الإسلام ويعطي جائزة لمن برع في سب الله ورسوله الكريم، إنها مصيبة في مصر البلد الإسلامي، حسبنا الله ونعم الوكيل.
وأذكر هنا في مقالي نذر يسير مما طفحت به كتبه من أمثلة توضح مدى العداء للإسلام، ومن تلك الكتابات لسيد القمني التي تنوعت من اتهام للإسلام، إلى اتهام النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى اتهام القرآن الكريم، حتى إلى اتهام السيدة مريم!!
ففي كتابه (الحزب الهاشمي)، الذي اعتُبر عملًا يستحق عليه جائزة الدولة التقديرية: "إنَّ دين محمد -صلى الله عليه وسلم- مشروع طائفي، اخترعه عبد المطلب الذي أسس الجناح الديني للحزب الهاشمي على وفق النموذج اليهودي "الإسرائيلي"، لتسود به بنو هاشم غيرها من القبائل"، الكلام واضح لا خفاء فيه ولا لبس، الإسلام دين طائفي اخترعه عبد المطلب ليسود بني هاشم!!
وفي جزء آخر يقول: "إن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- قد وفَّر لنفسه الأمان المالي بزواجه من الأرملة خديجة -رضي الله عنها-، بعد أن خدع والدها وغيَّبه عن الوعي بأن أسقاه الخمر"!!، تشكيك واتهام للنبي محمد صلى الله عليه وسلم بالباطل بكل وضوح.
ومن أقواله الأخرى من كتاب (الأسطورة والتراث)، سيد القمني، ص(362-364): "القرآن لا يعتَد بالحقيقة، وإنما باللحظة الراهنة، فيتقرب إلى اليهود ويجاملهم حين يكون المسلمون بحاجة لهم، ثم يهاجمهم ويُنَكِّل بهم حين يقوى المسلمون"!!.
وفي أحاديث صحفية كثيرة يتهم القرآن أنه متناقض، وأنه يحتاج إعادة ترتيب، وأنه نص تاريخي يجب وضعه موضع المساءلة الإصلاحية النقدية!!
والأخطر ما قاله في السيدة مريم التي برأها القرآن الكريم، وبراءتها معلومة من الدين بالضرورة، ومما قال عنها في المرجع السابق، ص(179) عن مريم عليها السلام: "كانت مريم منذورة للبغاء المقدس والعهر مع الآلهة، فبين الآلهة والجنس علاقة وطيدة ... لا يمكن أن تنجب بدون رجل يأتيها ـ كما تعتقد بعض المجتمعات المتخلفة شبه البدائية ـ وكما تعتقد بعض الديانات الكبرى القائمة إلى الآن"!!!، واضح من الكلام أنه اتهام دنيء للسيدة الطاهرة مريم عليها السلام.
وفي كتابه (أهل الدين والديمقراطية) يتهم الإسلام بالظلم؛ لعدم المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث، وفي ص(318) من الكتاب يقول: "العقيدة الإسلامية مليئة بالأساطير، كيف يمكن تنقيتها من كل هذه الشوائب؟".
وفي كتابه (عفاريت التراث) يتهجم على الصحابة عثمان بن عفان وعمرو بن العاص رضي الله عنهما، ويقول: "إن فتوحاتهم لم تكن إلا من أجل المال".
الحقيقية أن الباحث في كتب سيد القمني لا يجد أي فكر ولا مثقال ذرة للبحث الاجتماعي تستحق الرد أو القراءة والاهتمام، إنما يجد مقلد ركيك للمستشرقين الحاقدين على الإسلام، ومن تبعهم من الأرذلين، ولولا حصوله على تلك الجائزة ما كتبت عنه حرف.
لكن الملفت هو موالاته للأمريكان وأتباعهم، فلا يخفى أن المليونير النصراني "ساويرس" ينفق عليه ويموله، فهو يمدح "بول بريمر" ويقول: أنه "بفتحه للعراق أفضل من الصحابي الجليل عمرو بن العاص عندما فتح مصر)، صدق الله {قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ} [سورة آل عمران: 118].
من الواضح أن الأمريكان لهم مصلحة في تمويل مثل هذا الأفاك؛ لمحاولة فتنة المسلمين وتشكيكهم في دينهم، وأشد الناس فرحًا بسيد القمني وأمثاله المحتلون الصهاينة في "تل أبيب" فهم الذين منحوه الجائزة قبل أن تُمنح وتُعلن في القاهرة.
ومن أعجب ما رأيت في تتبعي لسيد القمني، هو ادعاؤه أنه حاصل على الدكتوراه؛ فظللت أبحث وأسأل من أي جامعة حصل على الدكتوراه، وما هو موضوعها؛ فلم أجد إجابة مطلقًا، بل أكد لي أحد أصحاب دور النشر أنه لم يحصل على الدكتوراه مطلقًا، فلماذا الادعاء الزائف بتقديم اسمه بلقب دكتور إلا إذا كان ذلك للتغرير بالجهال؟!
وتبقى عدة نقاط هامة؛ الأولى: أنه للمرة الثانية يصر وزير الثقافة المصري على أن يصدم الشعب المصري المسلم في اختيار جائزة الدولة، في العام الماضي اختار حلمي سالم، المشهور بحبه للعدو الصهيوني ويفخر بأنه من المُطَبِّعين، وكان مما كتبه استهزاء بالله، فقد شبَّه الله سبحانه وتعالى بعسكري المرور، وأنه يزغط البط!!
وهذا العام اختار سيد القمني الذي قدمنا لنذر يسير من تبجحه وحقده على الإسلام، فلمصلحة من؟!، هل كي يرضى اليهود والنصارى، ويوافقوا على تعيينه في منصب مدير "اليونسكو" على حساب الإسلام؟!، وحتى متى يبقى الإسلام مطية لكل خسيس يريد أن يبيع دينه في سوق النخاسة؟!
النقطة الثانية: من الواضح تغلل الشيوعيين في المجلس الأعلى للثقافة، ولكن أين الدولة المصرية؟!، إن الموافقة على هذه الجائزة معناه رضاء الدولة وموافقتها على ما جاء في كتب هذا الأفاك، وهو أمر ليس بالهين اليسير، فهل ذلك كي تنال الدولة رضا الأمريكان على حرية التعبير بالكفر في بلد الإسلام؟!
لا أعتقد أن الأمريكان أنفسهم يعطون جائزة دولتهم لمن يجهر بالحقد والعداء للنصرانية ولنبيها عيسى عليه السلام وللسيدة مريم.
النقطة الثالثة: ذلك الاحتفاء الغريب المريب من كل أعداء الإسلام من الملحدين والعلمانيين والنصارى بفوز سيد القمني بالجائزة؛ يدل على نشوتهم بنصر حققوه في بلد الإسلام، ولكن مما يحزن أن الكثير من أهل الإسلام في غفلة عن هؤلاء الحاقدين وأساليبهم، ويزداد الحزن لتفرق العلماء والمثقفين المسلمين، وعدم وقوفهم صفًّا واحدًا ضد هؤلاء الموتورين الحاقدين.
أتمنى أن لا ينتهي الأمر إلا بسحب تلك الجائزة من ذلك الأفاك، وتوضيح زيف افترائه على الإسلام وضلاله؛ كي يهوي في قعر وادي النسيان هو وضلاله.
وأخيرًا، إن كتابات وهرطقة سيد القمني لا تستحق أية جائزة مطلقًا، إلا من "تل أبيب"، لا من القاهرة، حصن الإسلام وبلد الأزهر الشريف، الذي يفخر بعلمائه في مصر والعالم كله.
ومهما كتب سيد القمني، وعشماوي، ونصر أبو زيد، وسلمان رشدي، وغيرهم فلن يستطيعوا أن ينالوا من الإسلام أبدًا، والله أبدًا، وصدق الله القائل في كتابه الكريم: {يُرِيدُونَ ليُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفوَاهِهِم وَاللهُ مُتِمُ نُورهُ وَلَو كَرِهَ الكَافِرُوُن} [الصف: 8].
سيد القمني : خيانة المنهج ا لعلمي
د. أيمن محمد الجندي- المصريون - حماسنا
ترددت طويلا في كتابة مقال عن سيد القمني لأني لا أريد أن أروج له ..أريد أيضا أن أعفي القارئ من مطالعة الصديد الذي تمتلأ به أعماله ..لكني في النهاية حسمت ترددي وقلت أن سيد القمني - مهما كان محدود التأثير مثيرا للغثيان – فإنه يجب مواجهته لأنه لا يلتزم قواعد التفكير العلمي الصحيح .
أود توضيح أنه لا يعنيني مثقال ذرة التفتيش في ضميره وعقيدته ..فليكن مؤمنا أو غير مؤمن ..هناك الاف الملايين ممن لا يؤمنون بالإسلام أصلا ، والقرآن قالها بوضوح ” وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ” ..كذلك فإن الرسول نفسه لم يؤمر بالتفتيش على عقائد البشر ( لست عليهم بمصيطر ) وحتى منافقي المدينة لم يفضحهم على الملأ وتركهم لخالقهم ما داموا لم يتسببوا في إلحاق ضرر بالمجتمع الإسلامي لأن ذلك – في حالة الحرب القائمة – بمثابة خيانة أو حسب المصطلحات الحديثة ” قضية أمن دولة ”
…………….
مشكلة سيد القمني أنه معجب بنفسه أكثر من اللازم ..يتصور أنه وجه إلى المؤمنين بالإسلام الضربة القاضية ..اقتحم ساحة الملاكمة وكان خصمه شابا ملتحيا ..كث اللحية قصير الثوب يضع عطرا مقبضا ولا ينسى استخدام السواك ..وحينما انهال عليه باللكمات القوية والقبضات الفولاذية اضطر خصمه للتراجع محتميا بالحبال ..لكن الجمهور راح يهتف باسم الخاسر ..وحينما تأكد الخصم أن هزيمته محققة شرع يسبه بفاحش السباب الذي هو سلاح المهزومين .
مسكين يا سيد القمني ..حتى الأطفال يعلمون أن القرآن خاض معارك جدلية في بيئات معادية منذ نزوله : جادلهم كفار قريش ، ويهود المدينة ونصارى نجران ثم فلاسفة الشعوب الأخرى بعد الفتح..ولم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يملك غير الحجة والفكرة .. واليوم بعد كل هذه القرون جاء سيد القمني ليحقق ما لم يحققه الأوائل ..بأوهام العظمة وحبه للذات يريد إقناعنا بأن الإسلام مؤامرة طويلة ..اسمع يا سيدي الأكتشاف الخطير الذي توصل له سيد القمني بعد البحث والتنقيب في كتب التراث واستعد للمفاجأة :
الإسلام ما هو إلا صراع هاشمي أموي قبل البعثة الإسلامية.هكذا توصل الباحث القدير سيد القمني بسبب صراع على الثريد بين هاشم بن عبد مناف وأمية بن عبد شمس بن عبد مناف فغضب أمية ونال من هاشم ومن ثم نشأ “الحزب الهاشمي” في مواجهة صراع بني أمية . ولأن عبد المطلب تربى في يثرب حيث التاريخ الديني يتواتر في مقدسات اليهود ، فقد أتى من يثرب إلى مكة بالمشروع اليهودي لتحقيق أهداف حزبه الهاشمي الذي يهدف لتحقيق وحدة سياسية بين عرب الجزيرة تكون عاصمتها مكة وقائدها نبي من البيت الهاشمي وبناء على نصيحة يهودي زوج ابنه عبد الله من بني زهره وهكذا تحول الصراع الهاشمي الأموي من صراع ساذج على إطعام قريش الثريد إلى اختراع الإسلام !!.
بذمتكم هل يستحق مثل هذا الكلام الرد ؟ ..يوجد الكثير مما ينسفه نسفا أقله أن أبا طالب حينما مات رفض الإسلام لأنه يريد الموت على دين عبد المطلب ، وأن عبد المطلب مات ومحمد في الثامنة من عمره، والنبي فعل كل ما في وسعه لاستمالة بني أميه فصاهر أبا سفيان وجعل بيته مرادفا للكعبة عند فتح مكة وعين ابنه معاوية كاتبا للوحي وغيره مما يضيق به المقال .
ليس هدفي هو نفي تلك الرواية الخيالية التي لا دليل عليها سوى خيال مريض فمن الممكن – على هذا النحو – أن يزعم أي إنسان أي شيء فإذا رفضه أحد اتهمته بالإفلاس والإرهاب .
رواية أخرى مريضة عن دور أم المؤمنين خديجة في إعداد النبي محمد للرسالة بمساعدة ورقة بن نوفل ..يزعم أنه تزوجها لتحقيق الأمان المالي بعد خداع والدها وتغييبه عن الوعي بالخمر لانتزاع موافقته !! وبعد تحقيق الأمان المالي بدأ الحفيد (محمد) يتابع خطوات جده لتحقيق النبوة بالوحي. وهي خطوات قادته إلى سرقة أشعار أمية بن أبي الصلت وادعاء أنها وحي الله إليه إلى آخر هذا الهراء .
…………………
صدعوا رؤوسنا ليل نهار عن ضرورة اتباع المنهج ا لعلمي وامتلاك العقلية النقدية القادرة على الفرز ، وفي أول مناسبة خانوه لتحقيق أغراضهم وكأن هذه الحكايات الخرافية – بفرض صحتها - تكفي لتفسير روعة القرآن الكريم وسحره في القلوب ؟
..هل تكفي الرغبة الهاشمية في نبوة أحد ابنائها لصياغة مثل هذا الكتاب الفريد في توحيد الله رب العالمين ؟ وأي خيانة للتفكير العلمي حينما نعقد مقارنة بين العهد القديم الذي يروج لإله هو رب قبيلة مختارة يحب رائحة الشواء ويتبرد بهواء العصارى وبين رب العالمين المذكور في القرآن الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ؟ ..ما أشد الفارق بين أنبياء صناعتهم معرفة الغيب والأتيان بالخوارق في العهد القديم وبين رسول رسالته هداية الناس ..يقولها بصراحة ” قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إني ملك ، إن أتبع إلا ما يوحى إلي ” .. ما أبعد الشقة بين خطيئة الأجداد يحملها الأبناء وبين شريعة تؤكد المسئولية الفردية !!..إن محاولة إيجاد تشابه بين الكتابين لهي خيانة للمنهج العلمي ا ذي يزعمون اتباعه .
نفس المنطق المغلوط يمارسه حينما يقول أنه بسبب جراحة خاطئة يدخل فى غيبوبات تامة قريبا من الموت ولكنه لم يجد هناك أى عوالم للعفاريت أو الملائكة أو الجن ..هل قال أحد أن حاجز الغيب ينزاح إلا بعد الموت الذي لا عودة منه ؟. أي مغالطة وأي هراء ؟.
……………………
الكل يعرف أن ذكر رواية في كتب التراث ليس دليلا على صحتها ..وإذا نظرت في تفسير الطبري للآية الكريمة ” ن ، والقلم وما يسطرون ” فهناك رواية تزعم أن ابن عباس فسرها بأنها الحوت الذي يحمل الأرضين !!! . هي رواية ظاهرة التلفيق والبطلان ولكن تصور أن ينبري أحد – بناء على هذه الرواية – زاعما أن الإسلام يؤكد على وجود حوت يحمل الأرضين !!.
منهج القمني في التعامل مع كتب التراث انتقائي وبسيط جدا ..إنه ببساطة يتعقب العورات ..تجاهل كل مآثر الخليفة عمر بن الخطاب وجهاده العظيم وتقشفه وعدله وتذكر أنه لم يكن من القلة التي ثبتت مع الرسول في محنة أحد ..ثم أصرخ بعدها : عمر بن الخطاب انهزم وفر ناجيا بحياته !!!هذا كل ما يريد أن يتذكره .
الإنسان يستيقظ من النوم ويفعل عشرات الأشياء ..يحلق ذقنه ويقضي حاجته ويتناول الإفطار ويقرأ جريدته ويذهب لعمله ويركب الحافلة ويقابل أصدقاءه ويجلس مع أسرته ويشاهد التلفزيون ويأكل ..ويتحدث في الهاتف ..لكن القمني سوف يتجاهل كل هذا النشاط الحافل ولن يتذكر سوى أنه يتبول ويتغوط ..إنه يفعل ذلك فعلا ولكنه جزء من الحقيقة و ليس الحقيقة كلها ..وبالتأكيد يصبح الأمر غشا وخداعا وخيانة للمنهج العلمي حينما يذكره وحده مركزا عليه .
……………….
ماذا يريد قوله تحديدا فأتي بما لم يأته الأوائل ؟ ..
يهاجم القمني ظاهرة الإسلام السياسي ؟ ..لا بأس ، أنا أيضا أخشى أن يحكمنا أحد باسم الرب ..واعتبره وجهة نظر محتملة الخطأ والصواب ..دون أن أنسى أن هذه التيارات تعرضت للإيذاء أضعافا مضاعفة ما تسببت فيه ..
هذه كلها أشياء نقبلها كأختلاف في وجهات النظر تحت العباءة الإسلامية نفسها ..أما أن يقول القمني ما يلي :
1- أنه ينكر وجود قيم المساواة في الشريعة.
2- الشريعة وصفت طريقة الاستنجاء بالتفصيل ولم تذكر شيئا عن نظام الحكم فى الدولة الإسلامية .
3- إنه يشبه الرقص في زمن السحر لتمطر السماء بصلاة الاستسقاء في زمن الدين كممارسة شبه سحرية ارتقت من طلب الأرواح إلى طلب إله واحد وقد تجاوز العالم المرحلتين.
4- الإسلام بحالته الراهنة ، وبما يحمله من قواعد فقهية بل واعتقادية ( ركز على أعتقادية ) ، هو عامل تخلف عظيم بل أنه القاطرة التي تحملها إلى الخروج ليس من التاريخ فقط ، بل ربما من الوجود ذاته .
5- الجهاد حرب دائمة بتبرير إلهي تصبح معه جريمة العدوان على الآمنين ليست بجريمة لأن من أمر بها هو الله حتى لو ظهرت عدوانا لأنها تمكين لدين الله في الأرض .. وفي حال موته يسمي استشهادا وتزفه الملائكة للحور العين.. مثلما كانت أفعال القتل الجماعي في سيناء بأمر موسي النبي , أو مجازر يشوع , او حروب داود ، وكلها بذوق اليوم جرائم قتل جماعي ، الفرق هنا أن ما جاء بالعهد القديم وغبرة من كتب الأديان الأخرى ، قد أصبح قديما وانتهي بنهاية زمنه وأصبح مجرد فولكلور للمؤمن به , بينما هو في الاسلام حي قائم فاعل مستمر حتي اليوم.
6- نموذج لذلك سفاح تاريخي لا مثيل له هو خالد بن الوليد الفاتح الدموي لبلاد العراق ؛ الذى كان يتسلى ويتلذذ بلذة القتل للقتل ، ومع ذلك هو في نظر المسلمين نموذجا مقدسا وصفه الخليفة أبو بكر بأنه ” سيف الله المسلول” ، ووصفه مرة اخرى بقوله : ” عجزت الولاد أن يلدن مثل خالد” .
7- ردد الصحابة الاوائل الفاتحون شعارات جميلة من قبيل ان الناس يتساوون كأسنان المشط ، وأنه لا فضل لعربي علي أعجمي , وانه متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا , وانه لو عثرت دابة بالعراق لسأل الله عنها الخليفة بالحجاز , وان الدعوة للاسلام تكون بالحكمة والموعظة الحسنة.. لم يطبق أي من هذه الشعارات في حروب الفتوح يوما بل كان ما يطبق هو الذبح والسلخ والنهب والاسر والسبي.. باختصار الاسلام أو الجزية أو القتل.
……………….
هنا يكون مفرق طريق بيننا وبين القمني لأنه خان المنهج العلمي ا لذي أدعى أنه أنبرى للدفاع عنه